السانغة
مجمع الرهبان او المنسك
السانغة أو المنسك هو جماعة الرهبان الذين سلكوا الطريق مع المستنير. تركوا كل شيئ وتبعوه التماساً للخلاص وللأستنارة.
وقد بدأ بالمريدين الخمسة الذين علمهم المستنير خطبته الأولى المعروفة بخطبة - بفارس - والتي تضمنت الحقائق الأربع السامية ثم تتابع دخول الرهبان في السانغة فانتظم في سلك الرهبنه البوذية الآف والآف. جاؤوا من كل قطاعات الشعب الهندي: ملوك وصعاليك نساك وفتاك. تجار وصناع وبراهمة رجال ونساء حتى صار المنسك أكبر وأقدم نظام في العالم.
وفي بداية الأمر كان المستنير يقابل طالبي ألإنخراط في الرهبنة بنفسه ويلقنهم العقيدة البوذية. فاذا قبلوها وصدق منهم العزم على الزهد قصوا شعر رؤوسهم ولحاهم ولبسوا الرداء الأصفر وتلوا الألتجائات الثلاثة ثم تعهدوا بالألتزام بالتعهدات العشرة التالية:-
1- الإمتناع عن الحاق الأذى بحياة أو نبات.
2- الإمتناع عن السرقة.
3- الإمتناع عن الكذب.
4- الإمتناع عن الجنس.
5- الإمتناع عن التزين بأكاليل الزهور.
6- الأمتناع عن الرقاد في الأسرة العالية.
7- الإمتناع عن قبول الذهب والفضة.
8- الإمتناع عن الأكل في غير المواعيد المحددة.
9- الإمتناع عن السكر.
10- الإمتناع عن الموسيقى والرقص.
ولا يجوز لراهب ان يمتلك شيئاً سوى الرداء الأصفر الذي يلبسه ووعاء. وقد جرت العادة في الهند ان لا يطلب الراهب الإحسان. ولا ان يشعر المحسن على ما أعطى وانما الشكر واجباً على المعطى لأن السائل قد هيأ له الفرصة للعطاء. وعلى الراهب ان يكون جاداً في نسكه صادقاً في قوله مستيقظاً طيلة وقته حارساً لحواسه عاكفاً على تأملاته ورياضته التي يجب ان يكرس لها جل وقته.
وتدخل التأملات في مراحل أولها ان يشمل الراهب كل الكائنات من حوله بالحب ثم يتقدم شيئأ فشيئأ حتى يبلغ درجة "الخواء" التي لا يكون فيها أثر من فكر او احساس وحينذاك يشرق عليه نور الحق ويفيض قلبه بالسكينة.
ولكن الطريق ليس يسير. فهو طريق طويل طويل لا تقوى على السلوك فيه إلا النفوس القوية. اما سائر الكثرة من الرهبان فهم عادة أقل طموحاً وعزماً.
ولما ازداد عدد الرهبان وضِعت القوانين التي تنظم لهم شؤون حياتهم وعبادتهم وقد بلغت هذه القوانين 227 قانوناً.
ويمكن ان يقال ان السانغا نظام ديمقراطي مثالى ولم تكن الرهبنة الزاماً ولا توجد بها درجات كهنوتية ولا رتب. ولم يكن الراهب ليأتمر بأمر زميله او رئيس كما لم تكن هناك قيود على النقاش أو على شرح. وكانت الأديان البوذية مراكز اشعاع للثقافة والتقوى في البلاد. فكانت هناك جامعة - نالندة - تضم خمسة الاف طالب يُطعمون ويُكسون بلا مقابل.
السؤال الذي يتبادر الى الذهن الأن هو: هل البوذية تعني الزهد والترك والأنقطاع عن العالم؟
والجواب واضح. ان مجمع الرهبان هو المثل الأعلى للبوذية والرهبان هم الحرسة على الداما والمشرفون على تلقينها للعامة. واذا كانوا قد تركوا البيت والولد فذلك في سبيل الحق وفي خدمة الأنسانية خدمة صادقة. ولكن ليس يعني هذا ان كل بوذي يجب ان يكون راهباً زاهداً فالطريق الثماني مفتوح لكل الناس من كل الطبقات في كل زمان ومكان.
لم يكن المستنير كاهناً ولا فيلسوفاً ولكنه كان طبيباً للنفوس. يخفف الآم الناس وينير لهم الطريق.