مختارات من الدامابادا
الدامابادة كلمة في اللسان البالي ترجمتها " اجزاء أو أقسام في الشريعة " .
وهي من أقدم ما رواه تلاميذ البوذا في التعاليم وذلك في المجمع الأول الذي عُقد
بعد شهور من وفاة البوذا
وهذه المختارات منقولة الى العربية عن عدة ترجمات انجليزية من أهمها ترجمة العالم البوذي نارادا واخرى لماكس
**********
الفكر
حالاتنا جميعها هي ثمرة أفكارنا. الفكر رأسها
ومنه نشأت . فاذا تكلم الأنسان أو عمل بفكر سليم تبعته
السعادة كما يتبع الأنسان ظله الذي لا يفارقه .
_الشرح : الفكر يسبق كل الأعمال وهو العنصرألأساسي في ........... ؟
وفي هذه المقطوعة يؤكد البوذا أهمية الدور الذي يلعبه الفكر في تكييف حياة الأنسان
كما يوضح ان الأفعال تكون طيبة طبيعية بحسب الفكر الذي سبقها .
ومنه نشأت كما يؤكد حتمية الجزاء
فالعمل السيئ تتبعه الأحزان والعمل الحسن تتبعه المسرات .
**********
الحب والبغض
انه يهينني . انه يضربني . انه يقهرني . انه ينهبني .
ان الذين يفكرون على هذا النمط لا تنتهي منهم البغضاء .
ان البغضاء لا تُغلب بالبغضاء
ولكن بالحب . بالحب وحده تغلب .
بهذا علم المستنيرون منذ القدم .
**********
اليقظة
اليقظة طريق اللاموت . والغفلة طريق الموت .
الأيقاظ لا يموتون اما الغافلون فأشباه أموات .
الأيقاظ اذ يدركون الفرق ما بين الغفلة والأيقاظ
ينتشون بفرح يقظتهم مع جماعة الأبرار .
ان الدائم التائمل والصادق الجهد
يحقق الأنطلاق من القيود ويبلغ النرفانا .
الشرح : اللاموت ليس الخلود كما في مفهوم العالم .
ولكن يعني ان الأيقاظ يبلغون النرفانا
وهي الحالة التي لا تكون بعدها تكرار المولد .
أما أصحاب الغفلة فهم مربوطون بعجلة الحياة .
ولذلك فهم عائدون الى الحياة والموت من جديد
والقيود التي يتحرر منها دائمو التأمل أربعة وهي :
الظمأ واشتهاء البقاء والأراء الباطلة والجهل .
**********
رائحة الفضيلة
عبير الزهر لا يسري ضد الريح ولا رائحة الصندل والياسمين .
ولمن رائحة الرجل ....... تسري ضد الريح
وتنتشر في كل اتجاه .
**********
الجهال
يقول الجاهل في نفسه :
عندي بنون وعندي مال
بينما هو لا يملك نفسه
فمن اين له المال والبنون
الجاهل الذي يعرف انه جاهل تجعله هذه المعرفة حكيماً .
أما الجاهل الذي يحسب نفسه حكيماً فهو جاهل حقاً .
لو صاحب الجاهل حكيماً طيلة عمره لما فهم الشريعة
كما لا تستطيع الملعقة ان تتذوق طعم الحساء .
**********
الشر
اذا صنع الأنسان شراً فعليه ان لا يعود اليه ثانية .
وعليه ان لا يجد لذة في اثباته
فأن حصيلة الشر مؤلمة .
اذا عمل الأنسان خيراً فعليه ان يعاوده مرة بعد مرة
وعليه ان يجد لذة في معاودته فأن حصيلة الخير مفرحة .
فاعل الشر قد يستمتع بطيب العيش حيناً
الي ان تنضج ثمرة فعلته وتثمر
وعند ذلك يرى عاقبة الشر الذي فعل .
شرح : هذه القطوعات تفسر ما نراه احياناً من متناقدات كثيرة في الحياة . فحين نرى الأشرار يمرحون هانئين فلا نغبضهم علي ما فيه من هناء مؤقت : وعندما نرى كثيراً
من الأخيار يبتلون في هذه الحياة بضيق في الرزق أو جحود فلا يهبط ذلك من همتنا فكل
سيلقى نتيجة عمله في الوقت المناسب ذلك ان قانون الكاما الذي شرحناه فيما سبق لا يحابي
ولا يعرف شفاعة ولا وسطاء .
**********
لا مفر
لا يوجد في السماء ولا في قاع المحيطات ولا في بطون الكهوف
مكان ما يستطيع ان يهرب اليه فاعل الشر من ثمرة فعلته .
لا يوجد في السماء ولا في قاع المحيطات ولا في بطون الكهوف
مكان ما يستطيع ان يهرب اليه الأنسان من الموت .
**********
العصا او العقوبة
كلنا يجزع من العقاب . كلنا يخاف الموت
فاذا قسنا سوانا بأنفسنا وجب علينا ان لا نقتل أو نتسبب في قتل .
كلنا يجزع من العقاب .و كلنا يحب الحياة
فاذا قسنا سوانا بأنفسنا وجب علينا ان لا نقتل أو نتسبب في قتل .
الذين يؤذون الأبرياء في سبيل الحصول على سعادتهم
لا يجدون سعادة فيما بعد .
والذين لا يؤذون الأخرين من الأبرياء حصولاً علي السعادة
سوف يتمتعون بالسعادة فيما بعد .
**********
تعدد المولد
في مولد كثيرة جلت في السمسارة باحثاً . ولكن بلا جدوى عن باني لبيت .
ما أوجع الميلاد مرة بعد المرة . يا باني البيت لقد عرفتك وسوف
لا يبني لي بيتاً آخر .
الشرح :
هذه هي المقطوعات الأولى التي لهج بها المستنير فرحاً بعد الأستنارة .
وتجد المقطوعة كاملة تحت عنوان "انشودة النصر" في المختارات .
وهنا يشير البوذا الى تجواله من حياة الى حياة مشقياً بهذا التنقل حتى عرف باني البيت وعرف ان الأشتهاء او الظماء الى الحياة هو الذي يعيدنا الى الحياة ويبني لنا بيتاً بعد بيت .
فأذا زال الأشتهاء وتبينت الحقيقة بلغ الأنسان مرحلة الأراهطة او القديسين .
السمسارة تطلق على عجلة الحياة الدوارة بالموت والمولد .
**********
الأنسان وعمله
الشر يصنعه الأنسان بنفسه وبنفسه يتدنس
هو يترك الشر بنفسه
وبنفسه يتطهر
والقداسة والنجاسة تتوقفان عليه
ولا يستطيع ان يطهر الأنسان أنساناً
**********
مراحل الفضيلة
ليمتنع الأنسان عن الشر
وليصنع الخير
ويزكي فكره بالتأمل
بهذا علم كل المستنيرين .
**********
الملاذ الصحيح
يهرع الخلفيون الى الغابات أو الحدائق
ليجدوا فيها ملاذاً
ولكن ليست هذه بالملاذ الأمين أو الملاذ الكامل
فالألتجاء اليها لا يخلص الأنسان من كل الشرور .
ولكن من يلجأ الى البوذا والى الداما والى السانغا
ويرى بعين الحكمة الحقائق الاربع السامية وهي:
الشقاء ومصدلاه والامتناع عنه والطريق الثماني
الذي يقود الى نهاية الشقاء فقد وجد الملاذ الصحيح .
الشرح: ان الملاذ الأول والأخير للأنسان هو ذاته . والبوذي عندما يتخذ من البوذا والداما والسانغا ملاذاً فمعنى هذا أنه يتخذ من المعلم والتعليم والمتعلين ملاذاً للخلاص فالداما هي طريق الخلاص والسانغا هي جماعة الرهبان الذين سلكوا الطريق واصبحوا مثالاً يحتدى .
ولكن يجب ان لا يفهم من هذا ان الألتجاء لبوذا معناه الشفاعة أو الخلاص فالعلاقة بين البوذي والبوذا أشبه بعلاقة التلميذ بمعله والمريض بطبيبه الذي يداويه .
**********
عمل الأنسان ينتظره
العشيرة والأحباب والأصحاب يستقبلون الغائب عندما يعود من غيبته .
كذلك الأعمال الطيبة تنتظر صاحبها وتستقبله عندما يعود من هذه الرحلة الى اخرى كما يُستقبل الغائب العزيز .
**********
طبيعة الأشياء
كل الأشياء المركبة زائلة .
عندما نرى هذا بعين الحكمة نعزف عن الشر .
وهذا هو طريق الطهارة
كل الأشياء المركبة مملؤة شقاء
عندما نرى بعين الحكمة نعزف عن الشر
وهذا هو طريق الطهارة .
كل الموجودات بلاذات .
عندما نرى هذا بعين الحكمة نعزف عن الشر .
فهذا هو طريق الطهارة .
الشرح: عدم الدوام أو الزوال ثم اللاذات ثم الشقاء هن الخصائص الثلاث اللاتي تلازم كل الأشياء المركبة .